کد مطلب:90490 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:479
وَ بِمُحْدَثِ[2] خَلْقِهِ عَلی أَزَلِیَّتِهِ، وَ بِاشْتِبَاهِهِمْ عَلی أَنْ لا شَبَهَ[3] لَهُ. اَلْمُسْتَشْهِدِ بِآیَاتِهِ عَلی قُدْرَتِهِ، الْمُمْتَنِعَةِ مِنَ الصِّفَاتِ ذَاتُهُ، وَ مِنَ الأَبْصَارِ رُؤْیَتُهُ، وَ مِنَ الأَوْهَامِ الاِحَاطَةُ بِهِ، لا أَمَدَ لِكَوْنِهِ، وَ لا غَایَةَ لِبَقَائِهِ[4] لا تَسْتَلِمُهُ[5] الْمَشَاعِرُ، وَ لا تَحْجُبُهُ الْحُجُبُ[6] السَّوَاتِرُ، فَالْحِجَابُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ لامْتِنَاعِهِ [صفحه 80] مِمَّا یُمْكِنُ فی ذَوَاتِهِمْ، وَ لإِمْكَانِ ذَوَاتِهِمْ مِمَّا یَمْتَنِعُ مِنُهُ ذَاتُهُ، وَ[7] لافْتِرَاقِ الصَّانِعِ وَ الْمَصْنُوعِ، وَ الْحَادِّ وَ الْمَحْدُودِ، وَ الرَّبِّ وَ الْمَرْبُوبِ. فَهُوَ[8] الأَحَدُ لا بِتَأْویلِ[9] عَدَدٍ، وَ الْخَالِقُ لا بِمَعْنی حَرَكَةٍ وَ نَصَبٍ، وَ السَّمیعُ لا بِأَدَاةٍ، وَ الْبَصیرُ لا بِتَفْریقِ آلَةٍ، وَ الشَّاهِدُ[10] لا بِمُمَاسَّةٍ، وَ الْبَائِنُ لا بِترَاخی[11] مَسَافَةٍ، وَ الظَّاهِرُ لا بِرُؤْیَةٍ، وَ الْبَاطِنُ لا بِلَطَافَةٍ[12]. أَزَلُهُ نَهْیٌ لِمُحَاوِلِ الأَفْكَارِ، وَ دَوَامُهُ رَدْعٌ لِطَامِحَاتِ الْعُقُولِ. اَلَّذی قَدْ حَسَرَتْ دُونَ كُنْهِهِ نَوَافِذُ[13] الأَبْصَارِ، وَ قَمَعَ وُجُودُهُ جَوَائِلَ الأَفْكَارِ[14]. بَانَ مِنَ الأَشْیَاءِ بِالْقَهْرِ لَهَا وَ الْقُدْرَةِ عَلَیْهَا، وَ بَانَتِ الأَشْیَاءُ مِنْهُ بِالْخُضُوعِ لَهُ وَ الرُّجُوعِ إِلَیْهِ. مَنْ وَصَفَهُ[15] فَقَدْ حَدَّهُ، وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ، وَ مَنْ عَدَّهُ فَقَدْ أَبْطَلَ أَزَلَهُ، وَ مَنْ قَالَ: « كَیْفَ؟ » فَقَدِ اسْتَوْصَفَهُ، وَ مَنْ قَالَ: « إِلامَ؟ » فَقَدْ وَقَّتَهُ[16]، وَ مَنْ قَالَ: « أَیْنَ؟ » فَقَدْ حَیَّزَهُ. عَالِمٌ إِذْ لا مَعْلُومٌ، وَ خَالِقٌ إِذْ لا مَخْلُوقٌ[17]، وَ رَبٌّ إِذْ لا مَرْبُوبٌ، وَ إِلهٌ إِذْ لا مَأْلُوهٌ[18]، وَ قَادِرٌ إِذْ لا مَقْدُورٌ، وَ مُصَوِّرٌ إِذْ لا مُصَوَّرٌ. وَ كَذَلِكَ یُوصَفُ رَبُّنَا، وَ هُوَ فَوْقَ مَا یَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ[19]. [صفحه 81] أَحْمَدُهُ اسْتِتْمَاماً لِنِعْمَتِهِ، وَ اسْتِسْلاماً لِعِزَّتِهِ، وَ اسْتِعْصَاماً مِنْ مَعْصِیَتِهِ، وَ أَسْتَعینُهُ فَاقَةً إِلی كِفَایَتِهِ، إِنَّهُ لا یَضِلُّ مَنْ هَدَاهُ، وَ لا یَئِلُ مَنْ عَادَاهُ، وَ لا یَفْتَقِرُ مَنْ كَفَاهُ، فَإِنَّهُ أَرْجَحُ مَا وُزِنَ، وَ أَفْضَلُ مَا خُزِنَ. وَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَریكَ لَهُ، شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلاصُهَا، مُعْتَقَداً مُصَاصُهَا، نَتَمَسَّكُ بِهَا أَبَداً مَا أَبْقَانَا، وَ نَدَّخِرُهَاَ[20] لأَهَاویلِ مَا یَلْقَانَا، فَإِنَّهَا عَزیمَةُ الإیمَانِ، وَ فَاتِحَةُ الإِحْسَانِ، وَ مَرْضَاةُ الرَّحْمنِ، وَ مَدْحَرَةُ الشَّیْطَانِ. وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالدّینِ الْمَشْهُورِ، وَ الْعَلَمِ الْمَأْثُورِ، وَ الْكِتَابِ الْمَسْطُورِ، وَ النُّورِ السَّاطِعِ، وَ الضِّیَاءِ اللاَّمِعِ، وَ الأَمْرِ الصَّادِعِ، إِزَاحَةً لِلشُّبَهَاتِ، وَ احْتِجَاجاً بِالْبَیِّنَاتِ، وَ تَحْذیراً بِالآیَاتِ، وَ تَخْویفاً بِالْمَثُلاتِ[21]، وَ النَّاسُ فی فِتَنٍ انْجَذَمَ فیهَا حَبْلُ الدّینِ، وَ تَزَعْزَعَتْ سَوَارِی الْیَقینِ، وَ اخْتَلَفَ النَّجْرُ، وَ تَشَتَّتَ الأَمْرُ، وَ ضَاقَ الْمَخْرَجُ، وَ عَمِیَ الْمَصْدَرُ، فَالْهُدی خَامِلٌ، وَ الْعَمی شَامِلٌ، وَ عُصِیَ الرَّحْمنُ، وَ نُصِرَ الشَّیْطَانُ، وَ خُذِلَ الإیمَانُ، فَانْهَارَتْ دَعَائِمُهُ، وَ تَنَكَّرَتْ مَعَالِمُهُ، وَ دَرَسَتْ سُبُلُهُ، وَ عَفَتْ شُرُكُهُ. أَطَاعُوا الشَّیْطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ، وَ وَرَدُوا مَنَاهِلَهُ، بِهِمْ سَارَتْ أَعْلامُهُ، وَ قَامَ لِوَاؤُهُ، فی فِتَنٍ دَاسَتْهُمْ بِأَخْفَافِهَا، وَ وَطِئَتْهُمْ بِأَظْلافِهَا، وَ قَامَتْ عَلی سَنَابِكِهَا، فَهُمْ فیهَا تَائِهُونَ حَائِرُونَ، جَاهِلُونَ مَفْتُونُونَ، فی خَیْرِ دَارٍ، وَ شَرِّ جیرَانٍ. نَوْمُهُمْ سُهُودٌ، وَ كُحْلُهُمْ دُمُوعٌ، بِأَرْضٍ عَالِمُهَا مُلْجَمٌ، وَ جَاهِلُهَا مُكْرَمٌ. أُوصیكُمْ، عِبَادَ اللَّهِ، بِتَقْوَی اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ، فَإِنَّهَا النَّجَاةُ غَداً، وَ الْمَنْجَاةُ أَبَداً. [ وَ ] تَقْوَی اللَّهِ أَفْضَلُ كَنْزٍ، وَ أَحَرَزُ حِرْزٍ، وَ أَعَزُّ عِزٍّ، مَنْجَاةٌ مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ، وَ عِصْمَةٌ مِنْ كُلِّ ضَلالَةٍ، فیهَا نَجَاةُ كُلِّ هَارِبٍ، وَ دَرْكُ كُلِّ طَالِبٍ، وَ ظَفَرُ كُلِّ غَالِبٍ. وَ بِتَقْوَی اللَّهِ فَازَ الْفَائِزُونَ، وَ ظَفِرَ الرَّاغِبُونَ، وَ نَجَا الْهَارِبُونَ، وَ أَدْرَكَ الطَّالِبُونَ، وَ بِتَرْكِهَا خَسِرَ الْمُبْطِلُونَ، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذینَ اتَّقَوْا وَ الَّذینَ هُمْ مُحْسِنُونَ[22]. [صفحه 82] أَلا وَ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی[23] قَدْ جَعَلَ لِلْخَیْرِ أَهْلاً، وَ لِلْحَقِّ دَعَائِمَ، وَ لِلطَّاعَةِ عِصَماً، وَ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ كُلِّ طَاعَةٍ عَوْناً مِنَ اللَّهِ[24] یَقُولُ عَلَی الأَلْسِنَةِ، وَ یُثَبِّتُ بِهِ الأَفْئِدَةَ، فَلْیَقْبَلِ امْرُؤٌ كَرَامَةً بِقَبُولِهَا، وَ لْیَحْذَرْ قَارِعَةً قَبْلَ حُلُولِهَا. وَ لْیَنْظُرِ امْرُؤٌ فی قَصیرِ أَیَّامِهِ، وَ قَلیلِ مُقَامِهِ، فی مُنْزِلٍ حَتَّی یَسْتَبْدِلَ بِهِ مَنْزِلاً، فَلْیَصْنَعْ لِمُتَحَوَّلِهِ، وَ مَعَارِفِ مُنْتَقَلِهِ. فَطُوبی لِذی قَلْبٍ سَلیمٍ أطَاعَ مَنْ[25] یَهْدیهِ، وَ تَجَنَّبَ مَنْ[26] یُرْدیهِ، اسْتَنْصَحَ وَ قَبِلَ نَصیحَةَ مَنْ نَصَحَ بِخُضُوعٍ، وَ حُسْنِ خُشُوعٍ، وَ دَخَلَ مُدْخَلَ كَرَامَةٍ[27]، وَ أَصَابَ سَبیلَ السَّلامَةٍ، بِبَصَرِ مَنْ بَصَّرَهُ، وَ طَاعَةِ هَادٍ أَمَرَهُ[28]، إِلی أَفْضَلِ الدَّلالَةِ، وَ كَشْفِ غِطَاءِ الْجَهَالَةِ الْمُضِلَّةِ الْمُهْلِكَةِ[29]، وَ بَادَرَ الْهُدی بِبُرْهَانٍ وَ بَیَانٍ[30]، قَبْلَ أَنْ تُغْلَقَ أَبْوَابُهُ، وَ تُقْطَعَ أَسْبَابُهُ، وَ اسْتَفْتَحَ[31] التَّوْبَةَ، وَ أَمَاطَ الْحَوْبَةَ، فَقَدْ أُقیمَ عَلَی الطَّریقِ، وَ هُدِیَ نَهْجَ السَّبیلِ. وَ اعْلَمُوا أَنَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُسْتَحْفَظینَ عِلْمَهُ [ وَ ] رُعَاةَ الدّینِ، فَرَّقُوا بَیْنَ الشَّكِّ وَ الْیَقینِ، وَ جَاؤُوا بِالْحَقِّ الْمُبینِ، بَنَوْا لِلإِسْلامِ بُنْیَاناً، فَأَسَّسُوا لَهُ أَسَاساً وَ أَرْكَاناً، وَ جَاؤُوا عَلی ذَلِكَ شُهُوداً بِعَلامَاتٍ وَ أَمَارَاتٍ. یَحْمُونَ حِمَاهُ، وَ یَرْعَوْنَ مَرْعَاهُ[32]، وَ یَصُونُونَ مَصُونَهُ، وَ یُفَجِّرُونَ عُیُونَهُ، بِحُبِّ اللَّهِ وَ بِرِّهِ، وَ تَعْظیمِ أَمْرِهِ وَ ذِكْرِهِ مِمَّا یَجِبُ أَنْ یُذْكَرَ بِهِ[33]. [صفحه 83] یَتَوَاصَلُونَ بِالْوَلایَةِ، وَ یَتَلاقَوْنَ بِالْمَحَبَّةِ[34]، وَ یَتَنَازَعُونَ بِحُسْنِ الرِّعَایَةِ[35]، وَ یَتَسَاقَوْنَ بِكَأْسٍ رَوِیَّةٍ، وَ یَصْدُرُونَ بِرِیَّةٍ. قُوَّامٌ عُلَمَاءُ، أَوْصِیَاءٌ أُمَنَاءُ[36]، لا تَشُوبُهُمُ الرَّیْبَةُ، وَ لا تُسْرِعُ[37] فیهِمُ الْغیبَةُ. عَلی ذلِكَ عَقَدَ خَلْقَهُمْ وَ أَخْلاقَهُمْ، فَعَلَیْهِ یَتَحَابُّونَ، وَ بِهِ یَتَوَاصَلُونَ، فَكَانُوا كَتَفَاضُلِ الْبَذْرِ یُنْتَقی، فَیُؤْخَذُ مِنْهُ وَ یُلْقی، قَدْ مَیَّزَهُ التَّخْلیصُ، وَ هَذَّبَهُ التَّمْحیصُ. هُمْ مَوْضِعُ سِرِّهِ[38]، وَ لَجَأُ أَمْرِهِ، وَ عَیْبَةُ عِلْمِهِ، وَ مَوْئِلُ حُكْمِهِ، وَ كُهُوفُ كُتُبِهِ، وَ جِبَالُ دینِهِ[39]، بِهِمْ أَقَامَ انْحِنَاءَ ظَهْرِهِ، وَ أَذْهَبَ ارْتِعَادَ فَرَائِصِهِ. أَیُّهَا النَّاسُ[40]، إِنَّمَا بَدْءُ[41] وَقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ، وَ أَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ، یُخَالَفُ فیهَا كِتَابُ[42] اللَّهِ، وَ یَتَوَلَّی عَلَیْهَا[43] رِجَالٌ رِجَالاً، وَ یَبْرَأُ رِجَالٌ مِنْ رِجَالٍ[44]، عَلی غَیْرِ دینِ اللَّهِ. فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزَاجِ الْحَقِّ لَمْ یَخْفَ عَلَی الْمُرْتَادینَ[45]، وَ لَوْ أَنَّ الْحَقَّ خَلَصَ مِنْ لَبْسِ الْبَاطِلِ انْقَطَعَتْ عَنْهُ أَلْسُنُ الْمُعَانِدینَ، [ وَ ] لَمْ یَكْنْ فیهِ اخْتِلافٌ[46]. وَ لكِنْ یُؤْخَذُ مِنْ هذَا [صفحه 84] ضِغْثٌ، وَ مِنْ هذَا ضِغْثٌ، فَیُمْزَجَانِ مَعاً فَیُجَلَّلانِ[47]، فَهُنَالِكَ یَسْتَوْلِی[48] الشَّیْطَانُ عَلی أَوْلِیَائِهِ، وَ یَنْجُو الَّذینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الْحُسْنی. وَ مَا أُحْدِثَتْ بِدْعَةٌ إِلاَّ تُرِكَ بِهَا سُنَّةٌ، فَاتَّقُوا الْبِدَعَ، وَ الْزَمُوا الْمَهْیَعَ. إِنَّ عَوَازِمَ الأُمُورِ أَفْضَلُهَا، وَ إِنَّ مُحْدَثَاتِهَا شِرَارُهَا. إِنّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یَقُولُ: كَیْفَ بِكُمْ إِذَا أَلْبَسَتْكُمْ فِتْنَةٌ، یَنْشَأُ فیهَا الْوَلیدُ، وَ یَرْبُو فیهَا الصَّغیرُ، وَ یَهْرَمُ فِیهَا الْكَبیرُ، یَجْرِی النَّاسُ عَلَیْهَا فَیَتَّخِذُونَهَا سُنَّةً، فَإِذَا غُیِّرَ مِنْهَا شَیْ ءٌ قِیلَ: قَدْ غُیِّرَتِ السُّنَّةُ، وَ قَدْ أَتَی النَّاسُ مُنْكَراً. ثُمَّ تَشْتَدُّ الْبَلِیَّةُ، وَ تَنْشَأُ فیهَا الذُّرِّیَّةُ، وَ تَدُقُّهُمُ الْفِتَنُ كَمَا تَدُقُّ النَّارُ الْحَطَبَ، وَ كَمَا تَدُقُّ الرَّحی بِثِفَالِهَا، فَیَوْمَئِذٍ یَتَفَقَّهُ النَّاسُ لِغَیْرِ اللَّهِ[49]، وَ یَتَعَلَّمُونَ لِغَیْرِ الْعَمَلِ، وَ یَطْلُبُونَ الدُّنْیَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ[50]. قَدْ خَاضُوا بِحَارَ الْفِتَنِ، وَ أَخَذُوا بِالْبِدَعِ دُونَ السُّنَنِ، وَ تَوَغَّلُوا الْجَهْلَ، وَ أَطْرَحُوا الْعِلْمَ[51]، وَ أَرَزَ الْمُؤْمِنُونَ، وَ نَطَقَ الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ. أثَرُوا عَاجِلاً، وَ أَخَّرُوا آجِلاً، وَ تَرَكُوا صَافِیاً، وَ شَرِبُوا آجِنَاً. زَرَعُوا الْفُجُورَ، وَ سَقَوْهُ الْغُرُورَ، وَ حَصَدُوا الثُّبُورَ. كَأَنّی أَنْظُرُ إِلی فَاسِقِهِمْ وَ قَدْ صَحِبَ الْمُنْكَرَ فَأَلِفَهُ، وَ بَسِئَ بِهِ وَ وَافَقَهُ، حَتَّی شَابَتْ عَلَیْهِ مَفَارِقُهُ، وَ صُبِغَتْ بِهِ خَلائِقُهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ مُزْبِداً كَالتَّیَّارِ لا یُبَالی مَا غَرَّقَ، أَوْ كَوَقْعِ النَّارِ فِی الْهَشیمِ لا یَحْفِلُ مَا حَرَّقَ[52]. هَلَكَ مَنْ قَارَنَ حَسَداً، وَ قَالَ بَاطِلاً، وَ وَالی عَلی عَدَاوَتِنَا، أَوْ شَكَّ فی فَضْلِنَا. [صفحه 85] إِنَّهُ[53] لا یُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ[54] مِنْ هذِهِ الأُمَّةِ[55] أَحَدٌ، وَ لا یُسَوَّی[56] بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَیْهِ أَبَداً. [ هُمْ ] أَطْوَلُ النَّاسِ أَغْرَاساً، وَ أَفْضَلُ النَّاسِ أَنْفَاساً[57]. هُمْ أَسَاسُ الدّینِ، وَ عِمَادُ الْیَقینِ، إِلَیْهِمْ یَفی ءُ الغَالی، وَ بِهِمْ یَلْحَقُ التَّالی، وَ لَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الْوَلایَةِ، وَ فیهِمُ الْوَصِیَّةُ وَ الْوِرَاثَةُ، وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ فی حِجَّةِ الْوِدَاعِ یَوْمَ غَدیرِ خُمٍّ، وَ بِذِی الْحُلَیْفَةِ، وَ بَعْدَهُ الْمَقَامُ الثَّالِثُ بِأَحْجَارِ الزَّیْتِ. تِلْكَ فَرَائِضُ ضَیَّعْتُمُوهَا، وَ حُرُمَاتٌ انْتَهَكْتُمُوهَا. وَ لَوْ سَلَّمْتُمُ الأَمْرَ لأَهْلِهِ سَلِمْتُمْ، وَ لَوْ أَبْصَرْتُمْ بَابَ الْهُدی رَشَدْتُمْ[58]. تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ[59] تَبْلیغَ[60] الرِّسَالاتِ، وَ إِتْمَامَ[61] الْعِدَاتِ، وَ تَمَامَ الْكَلِمَاتِ، وَ فُتِحَتْ لِیَ الأَسْبَابُ، وَ أُجْرِیَ لِیَ السَّحَابُ. وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فِی الْمَلَكُوتِ بِإِذْنِ رَبّی، فَلَمْ یَعْزُبْ عَنّی شَیْ ءٌ غَابَ عَنَّی، وَ لَمْ یَفُتْنی مَا سَبَقَنی وَ لاَ مَا یَكُونُ بَعْدی، وَ لَمْ یَشْرَكْنی أَحَدٌ فیمَا أَشْهَدَنی رَبّی یَوْمَ شَهَادَةِ الأَشْهَادِ. وَ عَلی یَدی یُتِمُّ اللَّهُ مَوْعِدَهُ، وَ یُكْمِلُ كَلِمَاتِهِ. وَ بِوِلاَیَتی أَكْمَلَ اللَّهُ تَعَالی لِهذِهِ الأُمَّةِ دینَهَا. وَ أَنَا النِّعْمَةُ الَّتی أَنْعَمَهَا اللَّهُ عَلی خَلْقِهِ. [صفحه 86] وَ أَنَا الإِسْلامُ الَّذِی ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ، أُبَشِّرُ[62] بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالی وَ أُؤَدّی عَنْهُ. كُلُّ ذَلِكَ مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَیَّ، وَ أَذَلَّ بِهِ مِنْكَبی، فَلَهُ الْحَمْدُ. وَ لَقَدْ سَتَرَ عِلْمَهُ عَنْ جَمیعِ النَّبِیِّن إِلاَّ صَاحِبَ شَریعَتِكُمْ هذِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، فَعَلَّمَنی عِلْمَهُ. أَیْنَ مُسْلِمُوا أَهْلِ الْكِتَابِ، أَنَا اسْمی فِی الإِنْجیلِ إیلِیَا، وَ [ فِی ] التَّوْرَاةِ بِرْیَا، وَ [ فِی ] الزَّبُورِ إِرْیَا، وَ عِنْدَ الْهِنْدِ كَابِرْ، وَ عِنْدَ الرُّومِ بِطْریسَا، وَ عِنْدَ الْفُرْسِ جَبیر[63]، وَ عِنْدَ التُّرْكِ تَبیرْ، وَ عِنْدَ الزُّنْجِ حَیْتَرْ، وَ عِنْدَ الأَرْمَنِ فَریقْ، وَ عِنْدَ الْكَهَنَةِ بَوِیّ، وَ عِنْدَ الْحَبَشَةِ بَتْریك، وَ عِنْدَ الْعَرَبِ عَلِیٌّ، وَ عِنْد أُمّی حَیْدَرَةٌ، وَ عِنْدَ أَبی ظَهیرٌ، وَ عِنْدَ ظِئْری مَیْمُونٌ[64]. أَلا وَ إِنَّ شَرَائِعَ الدّینِ وَاحِدَةٌ، وَ سُبُلَهُ قَاصِدَةٌ، مَنْ أَخَذَ بِهَا لَحِقَ وَ غَنِمَ، وَ مَنْ وَقَفَ عَنْهَا ضَلَّ وَ نَدِمَ. إِعْمَلُوا لِیَوْمٍ تُذْخَرُ لَهُ الذَّخَائِرُ، وَ تُبْلی فیهِ السَّرَائِرُ، وَ مَنْ لا یَنْفَعُهُ حَاضِرُ لُبِّهِ، فَعَازِبُهُ عَنْهُ أَعْجَزُ، وَ غَائِبُهُ أَعْوَزُ، وَ اتَّقُوا نَاراً حَرُّهَا[65] شَدیدٌ، وَ لَجَبُهَا عَتیدٌ[66]، وَ قَعْرُهَا بَعیدٌ، وَ حِلْیَتُهَا[67] حَدیدٌ، وَ شَرَابُهَا صَدیدٌ، وَ عَذَابُهَا أَبَداً[68] جَدیدٌ. أَلا وَ إِنَّ اللِّسَانَ الصَّالِحَ[69] یَجْعَلُهُ اللَّهُ تَعَالی لِلْمَرْءِ فِی النَّاسِ خَیْرٌ لَهُ مِنَ الْمَالِ یُورِثُهُ مَنْ لا یَحْمَدُهُ. اَللَّهُمَّ إِنّی قَدْ بَصَّرْتُهُمُ الْحِكْمَةَ، وَ دَلَلْتُهُمْ عَلی طَریقِ الرَّحْمَةِ، وَ حَرَصْتُ عَلی تَوْفیقِهِمْ بِالتَّنْبیهِ وَ التَّذْكِرَةِ، وَ دَلَلْتُهُمْ عَلی طَریقِ الْجَنَّةِ، بِالتَّبَصُّرِ وَ الْعَدْلِ وَ التَّأْنیبِ، لِیُثیبَ رَاجِعٌ وَ یُقْبِلَ، وَ یَتَّعِظَ مُتَذَكِّرٌ وَ یَتَّبِعَ، فَلَمْ یُطَعْ لیَ قَوْلٌ. [صفحه 87] اَللَّهُمَّ وَ إِنّی أُعیدُ عَلَیْهِمُ الْقَوْلَ لِیَكُونَ أَثْبَتَ لِلْحُجَّةِ عَلَیْهِمْ: یَا أَیُّهَا النَّاسُ، اعْرِفُوا فَضْلَ مَنْ فَضَّلَ اللَّهُ، وَ اخْتَارُوا حَیْثُ اخْتَارَ اللَّهُ، وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَضَّلَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ بِمَنِّهِ حَیْثُ یَقُولُ: إِنَّمَا یُریدُ اللَّهَ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهیراً[70]. فَقَدْ طَهَّرَنَا اللَّهُ مِنَ الْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ، وَ مِنْ كُلِّ دَنِیَّةٍ وَ كُلِّ رَجَاسَةٍ، فَنَحْنُ عَلی مِنْهَاجِ الْحَقِّ، وَ مَنْ خَالَفَنَا فَعَلی مِنْهَاجِ الْبَاطِلِ. أَنَا قَسیمُ النَّارِ، وَ خَازِنُ الْجِنَانِ، وَ صَاحِبُ الْحَوْضِ وَ الأَعْرَافِ. یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ عَلَی الأَعْرَافِ رِجَالُ یَعْرِفُونَ كُلاً بِسیمَاهُمْ[71] وَ لَیْسَ مِنَّا، أَهْلَ الْبَیْتِ، إِمَامٌ إِلاَّ وَ هُوَ عَارِفٌ أَهْلَ وِلایَتِهِ، وَ ذلِكَ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ[72] أَلا وَ نَحْنُ النُّذُرُ الأُولی، وَ نَحْنُ الآخِرَةُ وَ الأُولی، وَ نُذُرُ كُلِّ زَمَانٍ وَ مَكَانٍ. وَ بِنَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ، وَ نَجَا مَنْ نَجَا. فَلاَ تَسْتَعْظِمُوا ذَلِكَ فینَا، فَوَ الَّذی فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ، وَ تَفَرَّدَ بَالْجَبَرُوتِ وَ الْعَظَمَةِ، لَقَدْ سُخِّرَ لِیَ الرِّیَاحُ، وَ الْهَوَاءُ، وَ الطَّیْرُ، وَ عُرِضَتْ عَلَیَّ الدُّنْیَا فَأَعْرَضْتُ عَنْهَا[73]. أَنَا كَابُّ الدُّنْیَا لِوَجْهِهَا، وَ قَادِرُهَا بِقَدَرِهَا، وَ نَاظِرُهَا بِعَیْنِهَا، وَ رَادُّهَا عَلی عَقِبِهَا[74]. وَ حَتَّی مَتی یَلْحَقُ بِیَ اللَّوَاحِقُ؟. لَقَدْ عَلِمْتُ مَا فَوْقَ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَی ، وَ مَا تَحْتَ السَّابِعَةِ السُّفْلی، وَ مَا فِی السَّمواتِ الْعُلی وَ مَا بَیْنَهُمَا وَ مَا تَحْتَ الثَّری[75]. نَحْنُ الشِّعَارُ[76] وَ الأَصْحَابُ، وَ الْخَزَنَةُ وَ الأَبْوَابُ، وَ لا تُؤْتَی الْبُیُوتُ إِلاَّ مِنْ أَبْوَابِهَا، [صفحه 88] فَمَنْ أَتَاهَا مِنْ غَیْرِ أَبْوَابِهَا سُمِّیَ سَارِقاً لا تَعْدُوهُ الْعُقُوبَةُ[77]. وَ عِنْدَنَا، أَهْلَ الْبَیْتِ، مَعَاقِلُ الْعِلْمِ، وَ[78] أَبْوَابُ الْحُكْمِ، وَ أَنْوَارُ الظُّلَمِ، وَ[79] ضِیَاءُ الأَمْرِ، وَ فَصْلُ الْخِطَابِ. فَمَنْ أَحَبَّنَا یَنْفَعُهُ إیمَانُهُ، وَ یُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلُهُ، وَ مَنْ لاَ یُحِبُّنَا، أَهْلَ الْبَیْتِ، لاَ یَنْفَعُهُ إیمَانُهُ وَ لاَ یُتَقَبَّلُ عَمَلُهُ، وَ إِنْ دَأَبَ فی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ قَائِماً وَ صَائِمَاً. وَ اللَّهِ لَئِنْ خَالَفْتُمْ أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ لَتُخَالِفُنَّ الْحَقَّ، وَ لَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنّی وَ أَهْلَ بَیْتی مُطَهَّرِونَ، فَلا تَسْبِقُوهُمْ فَتَضِلُّوا، وَ لا تُخَالِفُوهُمْ فَتَجْهَلُوا، وَ لا تَتَخَلَّفُوا عَنْهُمْ فَتَهْلَكُوا، وَ لا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ، هُمْ أَحْلَمُ النَّاسِ كِبَاراً، وَ أَعْلَمُهُمْ صِغَاراً، إِنَّهُمْ لا یُدْخِلُونَكُمْ فی رَدی، وَ لاَ یُخْرِجُونَكُمْ مِنْ بَابِ هُدی. فَاتَّبِعُوا الْحَقَّ وَ أَهْلَهُ حَیْثُ كَانُوا[80]. أَیْنَ الْعُقُولُ الْمُسْتَصْبِحَةُ بِمَصَابِیحِ الْهُدی، وَ الأَبْصَارُ اللاَّمِحَةُ إِلی مَنَارِ[81] التَّقْوی؟. أَیْنَ الْمُوقِنُونَ الَّذینَ خَلَعُوا سَرَابیلَ الْهَوی، وَ قَطَعُوا عَنْهُمْ عَلائِقَ الدُّنْیَا؟[82]. أَیْنَ الْقُلُوبُ الَّتی وُهِبَتْ للَّهِ، وَ عُوقِدَتْ عَلی طَاعَةِ اللَّهِ؟. أَیْنَ الَّذینَ أَخْلَصُوا أَعْمَالَهُمْ للَّهِ، وَ طَهَّرُوا قُلُوبَهُمْ لِمَوَاضِعِ نَظَرِ اللَّهِ؟[83]. أَلآنَ إِذْ رَجَعَ الْحَقُّ إِلی أَهْلِهِ، وَ نُقِلَ إِلی مُنْتَقَلِهِ، [ وَ ] قَدْ طَلَعَ طَالِعٌ، وَ لَمَعَ لامِعٌ، وَ لاحَ لائِحٌ، وَ اعْتَدَلَ مَائِلٌ، وَ اسْتَبْدَلَ اللَّهُ بِقَوْمٍ قَوْماً، وَ بِیَوْمٍ یَوْماً، وَ انْتَظَرْنَا الْغِیَرَ انْتِظَارَ الْمُجْدِبِ الْمَطَرَ، ازْدَحَمُوا عَلَی الْحُطَامِ، وَ تَشَاحُّوا عَلَی الْحَرَامِ، وَ رُفِعَ لَهُمْ عَلَمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ، فَصَرَفُوا عَنِ الْجَنَّةِ من: و عندنا إلی: ضیاء الأمر ورد فی خطب الشریف الرضی تحت الرقم 120. من: أین إلی: التّقوی و من: أین إلی: طاعة اللَّه و من: إزدحموا إلی: و أقبلوا ورد فی خطب الشریف الرضی تحت الرقم 144. [صفحه 89] وُجُوهَهُمْ، وَ أَقْبَلُوا إِلَی النَّارِ بِأَعْمَالِهِمْ، وَ دَعَاهُمْ رَبُّهُمْ فَنَفَرُوا وَ وَلَّوْا، وَ دَعَاهُمُ الشَّیْطَانُ فَاسْتَجَابُوا[84] وَ أَقْبَلُوا. ثم أقبل علیه السلام بوجهه و حوله ناس من أهل بیته و خاصّته و شیعته فقال: لَقَدْ عَمِلَتِ الْوُلاةُ قَبْلی أَعْمَالاً عَظیمَةً، خَالَفُوا فیهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مُتَعَمِّدینَ لِخِلافِهِ، نَاقِضینَ لِعَهْدِهِ، مُغَیِّرینَ لِسُنَّتِهِ. وَ لَوْ حَمَلْتُ النَّاسَ عَلی تَرْكِهَا وَ تَحْویلِهَا عَنْ مَوَاضِعِهَا إِلی مَا كَانَتْ تَجْری عَلَیْهِ فی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، لَتَفَرَّقَ عَنّی جُنْدی، حَتَّی لا یَبْقی فی عَسْكَری غَیْری، وَ[85] قَلیلٌ مِنْ شیعَتِیَ الَّذینَ عَرَفُوا فَضْلی وَ فَرْضَ إِمَامَتِی مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. أَ رَأَیْتُمْ لَوْ أَمَرْتُ بِمَقَامِ إِبْرَاهیمَ عَلَیْهِ السَّلامُ فَرَدَدْتُهُ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذی وَضَعَهُ فیهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. وَ رَدَدْتُ فَدَكَ إِلی وَرَثَةِ فَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلامُ. وَ رَدَدْتُ صَاعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ مُدَّهُ إِلی مَا كَانَ. وَ أَمْضَیْتُ قَطَائِعَ أَقْطَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لأَقْوَامٍ مُسَمَّیْنَ لَمْ تُمْضَ لَهُمْ وَ لَمْ تُنْفَذْ. وَرَدَدْتُ دَارَ جَعْفَرِ بْنِ أَبی طَالِبٍ إِلی وَرَثَتِهِ وَ هَدَمْتُهَا مِنَ الْمَسْجِدِ. وَرَدَدْتُ قَضَایَا مِنَ الْجَوْرِ قَضی بِهَا مَنْ كَانَ قَبْلی. وَ نَزَعْتُ نِسَاءً تَحْتَ رِجَالٍ بِغَیْرِ حَقٍّ فَرَدَدْتُهُنَّ إِلی أَزْوَاجِهِنَّ، وَ اسْتَقْبَلْتُ بِهِنَّ الْحُكْمَ فِی الْفُرُوجِ وَ الأَحْكَامِ. وَ سَبَیْتُ ذَرَارِیَ بَنی تَغْلِبَ. وَرَدَدْتُ مَا قُسِمَ مِنْ أَرْضِ خَیْبَرَ. وَ مَحَوْتُ دَوَاوینَ الْعَطَایَا وَ أَعْطَیْتُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یُعْطی بِالسَّوِیَّةِ وَ لَمْ أَجْعَلْهَا دُولَةً بَیْنَ الأَغْنِیَاءِ. [صفحه 90] وَ أَلْقَیْتُ الْمَسَاحَةَ. وَ سَوَّیْتُ بَیْنَ الْمَنَاكِحِ. وَ أَنْفَذْتُ خُمْسَ الرَّسُولِ كَمَا اَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فَرَضَهُ. وَ رَدَدْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ عَلی مَا كَانَ عَلَیْهِ، وَ سَدَدْتُ مَا فُتِحَ فیهِ مِنَ الأَبْوَابِ، وَ فَتَحْتُ مَا سُدَّ مِنْهُ. وَ حَرَّمْتُ الْمَسْحَ عَلَی الْخُفَّیْنِ. وَ حَدَدْتُ عَلَی النَّبیذِ. وَ أَمَرْتُ بِإِحْلالِ الْمُتْعَتَیْنِ. وَ أَمَرْتُ بِالتَّكْبیرِ عَلَی الْجَنَائِزِ خَمْسَ تَكْبیرَاتٍ. وَ أَلْزَمْتُ النَّاسَ الْجَهْرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ. وَ أَخْرَجْتُ مَنْ أُدْخِلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فی مَسْجِدِهِ مِمَّنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ أَخْرَجَهُ، وَ أَدْخَلْتُ مَنْ أُخْرِجَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ مِمَّنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَدْخَلَهُ. وَ حَمَلْتُ النَّاسَ عَلی حُكْمِ الْقُرْآنِ. وَ عَلَی الطَّلاقِ عَلَی السُّنَّةِ. وَ أَخَذْتُ الصَّدَقَاتِ عَلی أَصْنَافِهَا وَ حُدُودِهَا. وَ رَدَدْتُ الْوُضُوءَ وَ الْغُسْلَ وَ الصَّلاةَ إِلی مَوَاقیتِهَا وَ شَرَائِعِهَا وَ مَوَاضِعِهَا. وَ رَدَدْتُ أَهْلَ نَجْرَانَ إِلی مَوَاضِعِهِمْ. وَ رَدَدْتُ سَبَایَا فَارِسَ وَ سَائِرِ الأُمَمِ إِلی كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ. إِذاً لَتَفَرَّقُوا عَنّی وَ اللَّهِ. لَقَدْ أَمَرْتُ النَّاسَ أَنْ لا یَجْتَمِعُوا فی شَهْرِ رَمَضَانَ إِلاَّ فی فَریضَةٍ، وَ أَعْلَمْتُهُمْ أَنَّ اجْتِمَاعَهُمْ فِی النَّوَافِلِ بِدْعَةٌ، فَتَنَادی بَعْضُ أَهْلِ عَسْكَری مِمَّنْ یُقَاتِلُ سَیْفُهُ مَعی: یَا أَهْلَ الإِسْلامِ، غُیِّرَتْ سُنَّةُ عُمَر، یَنْهَانَا عَنِ الصَّلاةِ[86] فی شَهْرِ رَمَضَانَ تَطَوُّعاً فی جَمَاعَةٍ. حَتَّی خِفْتُ أَنْ یَثُورُوا فی نَاحِیَةِ عَسْكَری. [صفحه 91] بُؤْسی لِمَا لَقیتُ مِنْ هذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِیِّهَا مِنَ الْفُرْقَةِ، وَ طَاعَةِ أَئِمَّةِ الضَّلالِ وَ الدُّعَاةِ إِلَی النَّارِ. وَ أَعْظَمُ مِنْ ذلِكَ، [ لَوْ ] لَمْ أُعْطِ سَهْمَ ذَوِی الْقُرْبی إِلاَّ مَنْ أَمَرَ اللَّهُ بِإِعْطَائِهِ، الَّذینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ اعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی وَ الْیَتَامی وَ الْمَسَاكِینِ وَ ابْنِ السَّبیلِ. كُلُّ هؤُلاءِ مِنَّا خَاصَّةً إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ مَا أَنْزَلْنَا عَلی عَبْدِنَا یَوْمَ الْفُرْقَانِ یَوْمَ الْتَقَی الْجَمْعَانِ[87]. فَنَحْنُ، وَ اللَّهِ، الَّذینَ عَنَی اللَّهُ بِذِی الْقُرْبَی الَّذینَ قَرَنَهُمُ اللَّهُ بِنَفْسِهِ وَ بِرَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فَقَالَ تَعَالی: وَ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلی رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُری فَللَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی وَ الْیَتَامی وَ الْمَسَاكینِ وَ ابْنِ السَّبیلِ كَیْلا یَكُونَ دُولَةً بَیْنَ الأَغْنِیَاءِ مِنْكُمْ وَ مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ فی ظُلْمِ آلِ مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ شَدیدُ الْعَقَابِ[88] لِمَنْ ظَلَمَهُمْ، رَحْمَةً مِنْهُ لَنَا، وَ غِنیً أَغْنَانَا اللَّهُ بِهِ، وَ وَصَّی بِهِ نَبِیُّهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، لأَنَّهُ لَمْ یَجْعَلْ لَنَا فی سَهْمِ الصَّدَقَةِ نَصیباً، وَ أَكْرَمَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ أَكْرَمَنَا، أَهْلَ الْبَیْتِ، أَنْ یُطْعِمَنَا مِنْ أَوْسَاخِ أَیْدِی النَّاسِ، فَكَذَّبُوا اللَّهَ، وَ كَذَّبُوا رَسُولَهُ، وَ جَحَدُوا كِتَابَ اللَّهِ النَّاطِقِ بِحَقِّنَا، وَ مَنَعُونَا فَرْضاً فَرَضَهُ اللَّهُ لَنَا. مَا لَقِیَ أَهْلُ بَیْتِ نَبِیٍّ مِنْ أُمَّتِهِ مَا لَقَینَاهُ بَعْدَ نَبِیِّنَا صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ. وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلی مَنْ ظَلَمَنَا، وَ لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ[89]. [صفحه 92]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیِم اَلْحَمْدُ للَّهِ الْمُلْهِمِ عِبَادَهُ حَمْدَهُ، وَ فَاطِرِهِمْ عَلی مَعْرِفَةِ رُبُوبِیَّتِهِ[1]، الدَّالِّ عَلی وُجُودِهِ بِخَلْقِهِ،
صفحه 80، 81، 82، 83، 84، 85، 86، 87، 88، 89، 90، 91، 92.
و نسخة ابن أبی المحاسن ص 15. و نسخة الأسترابادی ص 10. و متن منهاج البراعة ج 2 ص 279. و البحار ج 8 ( مجلد قدیم ) ص 653. و منهاج البراعة ج 4 ص 296. و نهج السعادة ج 1 ص 236. و منهاج البراعة ج 4 ص 296. و نهج السعادة ج 1 ص 236. و ج 2 ص 302. و ینابیع المودة ص 25. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 49. و مصباح البلاغة ج 1 ص 142. عن المسترشد. و نهج البلاغة الثانی ص 58. باختلاف بین المصادر.